يعتبر الرابع والعشرين من شهر كانون الثاني من كل عام يوما عالمياً للتعليم كما أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة ، حيث تبرز فية اهمية العمل على تحسين معايير التعليم و توظيف التكنولوجيا في القضاء على الأمية وتحقيق اهداف التنمية المستدامة.
“توظيف علوم و تكنولوجيا الفضاء في التعليم”، شعار انفرد به المركز الإقليمي بهذه المناسبة انطلاقا من الأهمية الكبيرة التي تلعبها علوم وتكنولوجيا الفضاء في نقل و صناعة المعرفة، وصناعة الابتكار لدى الطلبة والباحثين وتقديم المادة التعليمية بطرق وادوات تفاعلية متنوعة، وهذا بدوره يسهم في استمرار العملية التعليمية بشكل تفاعلي لملايين الطلاب والباحثين بطرق جاذبة.
افتتحت الندوة عبر منصة المركز الإقليمي الإلكترونية (زووم) الساعة السادسة و النصف من مساء يوم الثلاثاء حيث استهلت بترحيب عطوفة مدير عام المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء العميد المهندس معمر حدادين بالمشاركين والحضور واثنى على جهودهم ومشاركتهم في هذه الندوة وبين المهام والمحاور الأساسية التي من اجلها نشأت المراكز الإقليمية حول العالم، كما أشار إلى أهمية تذليل الصعاب البحثية عن طريق توفير المعدات والصور الفضائية اللازمة لنجاح العملية البحثية. وبدوره رحب مدير التدريب في المركز الإقليمي منسق الندوة د. قيس العمري بالمشاركين، وعرض المحاور الأساسية للندوة وهي: دور تكنولوجيا الفضاء في صناعة العلم والمعرفة، وفي نقل التعليم والمعرفة، ودورها في تقييم التعليم.
اشتملت الندوة التي امتدت على مدار ثلاث ساعات على العديد من المداخلات التي أبرزت الدور الكبير الذي تلعبه علوم وتكنولوجيا الفضاء في استثمار طاقات الشباب من خلال انخراطهم في المراكز البحثية التي تعمل على صناعة الأقمار الصناعية الصغيرة Cubesats، وإبراز دور علوم و تكنولوجيا الفضاء في الزراعة ومراقبة الغابات واليابسة، والإضافة النوعية التي قدمتها تلك العلوم في دراسة المصادر الطبيعية والبيئية والتي تشمل حصر الأمراض والآفات الحرجية ومعرفة مخزون الغابات من غاز ثاني أكسيد الكربون، وكذلك التقصي عن مصادر المياه ودراسة المخزون الجوفي للمياه والمحافظة عليها من الملوثات الطبيعية والصناعية ومعرفة التغير الزمني للمخزون المائي وخاصة أن هناك شح للمياه في المنطقة العربية قد تمتد الى أزمات مائية.
من جانب آخر برز دور علوم و تكنولوجيا الفضاء في صناعة المعرفة ونقلها وغجراء الأبحاث العلمية داخل المحطة الفضائية الدولية (ISS) في الأحياء والكيمياء والفيزياء والطب والهندسة والزراعة ومدى تأثير انعدام الوزن أو ما يعرف بأسم الجاذبية الصغرى Microgravity على نمو النباتات والعظام وصلابة السبائك وغيرها وكذلك الدور الكبير الذي تلعبه علوم وتكنولوجيا الفضاء في تقييم العملية التعليمية.
إن توفير التعليم الجيد للجميع أمر في غاية الأهمية وهذا يتطلب الكثير من التقنيات الحديثة، وما تقنيات وتكنولوجيا الفضاء إلا واحدة منها، وقد تكون الأهم في عالم تسوده سواتل (أقمار صناعية) من كل نوع، فهناك أقمار صناعية خاصة بالتعليم لنقل الدروس التفاعلية والمحاضرات والمؤتمرات بطريقة متزامنة في كل المناطق وبطريقة متواصلة ومناسبة.
هذا وقد برز دور الشباب في هذه الندوة من خلال تقديمين قامت بهما طالبات من جامعة الحسين التقنية HTU حول العديد من تطبيقات علوم وتكنولوجيا الفضاء في الطب، والاتصالات وتحديد الموقع GPS والعديد من الممارسات اليومية لهذه التطبيقات.
وفي نهاية الندوة كرر عطوفة المدير شكره واعتزازه بهذه الجهود في دفع عجلة العلم والتعليم وصناعة المعرفة تحت ظل صاحب الراية الهاشمية أطال الله في عمره.
والمركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء لغرب آسيا هو واحد من الهيئات والمؤسسات على المستوى الإقليمي المعنية بنشر العلوم والتكنولوجيا وتدريسها، وبخاصة تلك المتعلقة بعلوم وتكنولوجيا الفضاء انطلاقا من رسالة المركز وأهدافه.