رحب الامين العام للاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك ومدير عام المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء لمنطقة غرب آسيا الدكتور عوني الخصاونة، بالمشاركين في ندوة ندوة علمية بعنوان: علوم الفلك والفضاء والتنمية المستدامة، مبينا أهمية مشاركة الفلكيين العرب، ومناقشة الإمكانيات البحثية والأكاديمية العربية للمساهمة في التنمية المستدامة في البلدان العربية.
وأشار في كلمته إلى أهمية تطبيقات تكنولوجيا لفضاء خلال ظروف الجائحة، ففي المعركة ضد كوفيد-19، أدى توليد كمية هائلة من التكنولوجيا الرائدة وحلول تطبيقات الفضاء، وخاصة في مجال الرعاية الصحية والتعليم بالاستفادة من تقنيات استكشاف الفضاء، وشهد ذلك طرح مجموعة واسعة من التقنيات بما في ذلك أجهزة التهوية المحمولة وأقنعة التنفس الصناعي ثلاثية الأبعاد ومجموعات التعقيم الرخيصة ولكن الفعالة، والتي كانت في الأصل مصممة للاستخدام في الفضاء.
وأشاد الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي راعي الندوة بالجهات المنظمة للندوة، وتحدث عن أهم اسهامات قطاع الفلك والفضاء في الوطن العربي في التنمية المستدامة، وأشار إلى وجود من العديد مؤسسات البحث العلمي ووكالات الفضاء في الوطن العربي والاسهامات الكبيرة التي قدمتها في التنمية المستدامة في الوطن العربي وكذلك توفر الإمكانات والطاقات لتأسيس أقوى وكالة فضاء على مستوى العالم وبما ينعكس علمياً واقتصادياً على مختلف الدول العربية.
وفي كلمة للأستاذ الدكتور هشام غصيب، الرئيس المؤسس لجامعة الأميرة سمية، والتي ركز فيها على الدور المعرفي لعلم الفلك، وبين أن أول علم دقيق في التاريخ هو علم الفلك والذي نشأ في بابل (العراق) عن طريق تدوين المشاهدات وتحليلها، بحيث أصبح علم الفلك أنموذجاً للعلوم الأخرى.
يشار إلى أن التنمية المستدامة هي التنمية التي تمكن من إشباع حاجيات الأجيال الحالية وتحقيق رفاهيتهم بما في ذلك الفقراء منهم، دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على إشباع حاجياتهم، آخذة بعين الاعتبار تحديات الحفاظ على الأنظمة البيئية ومحدودية الموارد الطبيعية القابلة للتجدد. وللتنمية المستدامة عدة ركائز لتحقيقها، مثل: الحفاظ على سلامة البيئة، وإرضاء الحاجات الإنسانية الرئيسة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتوفير التكافل المجتمعي المتعدد ومن هنا ندرك أن التنمية المستدامة تشمل عدداً من المجالات المتنوعة، وهذه المجالات ذات قيمة بيئية واقتصادية واجتماعية.
وتلعب تكنولوجيا الفضـــاء دوراً هاماً في حياتنا اليومية، وهي ذات أهمية كبيرة في تحقيق خطط التنمية العالمية، إما بصفة مباشرة، بوصفها عوامل تمكينية وقوى دافعة للتنمية المستدامة، أو بصفة غير مباشرة، من خلال تسهيل حياة الناس، وتلبية احتياجاتهم اليومية، من خلال الوصول إلى البيانات المستمدة من الفضاء والتطبيقات والبنى التحتية للأنظمة التي تقوم على تطبيقات الفضاء مثل الاتصالات الفضائية ونظم الملاحة بالأقمار الصناعية، والاستشعار عن بعد، ومراقبة الكرة الأرضية وغلافها من خلال الأرصاد الجوية الفضائية، كما تســهم علوم وتكنولوجيا الفضــاء وتطبيقاتها إســهاماً هائلاً في النمو الاقتصــادي وفي تحســين نوعية الحياة على الأرض.
وفي مجال البيئة، تساهم تكنولوجيا الفضــاء في دراسة تغير المناخ وتحليل أسبابه، ومعالجتها، مما يساعد في خفض الانبعاثات من الغازات الضارة للغلاف الجوي، ويساهم في تعزيز المعارف العلمية المتعلقة بالبيئة الطبيعية، بما في ذ لك المحيطات والبحار، والدورات والموارد المائية، والغابات والتنوع البيولوجي بهدف الإسهام في الإدارة المستدامة للموارد وحماية النظم البيئية؛ ويمكن الاعتماد على تكنولوجيا الفضـــاء في جميع مراحل دورة إدارة الكوارث، بما في ذلك الوقاية والتخفيف والتأهب والاستجابة والتعافي وإعادة الإعمار؛ من خلال تبادل البيانات، وتوفير الاتصالات والصور الجوية والاستشعار عن بعد. كما تساهم تكنولوجيا الفضاء من خلال محطات مراقبة الحطام الفضائي في التصدي للمخاطر الناجمة عن الأجسام القريبة من الأرض.
تسـتخدم علوم وتكنولوجيا الفضاء وتطبيقاتها في ميدان الصحة حيث تم الاستفادة منها خلال جائحة كوفيد-19، مما ساعد البلدان في الحفاظ على صحة مواطنيها وإبقاء اقتصاداتها على المسار الصحيح، فمع عمليات الإغلاق المفروضة في جميع أنحاء العالم، يظل الناس على اتصال مع بعضهم البعض بفضل تقنيات الفضاء. ويتم تقديم الخدمات الصحية عن بُعد من خلال منصات الصحة الإلكترونية، ويواصل عدد لا يحصى من الأطفال تعليمهم من خلال برامج التعلم الرقمية.
وقد ساهمت تقنيات فضائية رئيسية هي: رصد الأرض، وأنظمة الأقمار الصناعية للملاحة العالمية، والاتصالات الساتلية. التي تم دمجها مع تطبيقات الجوال، في الحفاظ على قواعد التباعد الجسدي باستخدام برامج لتعقب فيروس كورونا في الوقت المحدد وعلى نطاق واسع.
وقد اشتملت الندوة على العديد من المحاور، ففي المحور الأول تحدث سعادة الأستاذ الدكتور هشام غصيب، الرئيس المؤسس لجامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا، حول أهمية علوم الفلك والفضاء، وفي المحور الثاني عن علوم الفلك والفضاء في الأردن: الماضي والحاضر والتحديات، تحدث سعادة الدكتور حنا صابات، مدير الوحدة الاكاديمية في المركز الاقليمي، والمحور الثالث في علوم الفلك والفضاء في جمهورية مصر العربية الماضي والحاضر والانجازات، تحدث سعادة الأستاذ الدكتور أسامة شلبية، من جامعة بني سويف وجامعة القاهرة، وتحدث في المحور الرابع عن الجهود الدولية والعربية لاستكشاف كوكب المريخ، سعادة الأستاذ الدكتور علاء النهري، نائب رئيس مجلس الأمناء- المركز الاقليمي، كما تحدث سعادة الأستاذ الدكتور صالح الشيذاني/ نائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك في المحور الخامس عن تقنيات وتطبيقات فضائية لدعم التنمية المستدامة، وتحدث سعادة الأستاذ الدكتور وهيب الناصر، رئيس الجمعية الفلكية في البحرين في المحور السادس عن علوم الفلك والفضاء في مملكة البحرين الماضي والحاضر والانجازات، وفي المحور السابع عن علوم الفلك والفضاء في الجمهورية العربية السورية الماضي والحاضر والانجازات، تحدث سعادة الدكتور محمد العصيري، نائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك ورئيس الجمعية الفلكية السورية، وتحدث سعادة الدكتور سطام الشقور، من جامعة مؤتة في موضوع الاستشعار عن بعد وتطبيقاتها البيئية والزراعية.