نوفمبر 23, 2024 8:13 م

تشهد أجزاء من الوطن العربى صبيحة يوم الأحد 6 سبتمبر 2020، ظاهرة نادرة حيث سيتحرك القمر أمام كوكب المريخ ويحجبه بشكل مؤقت في ظاهرة تسمى الاحتجاب ويمكن متابعة الحدث بالعين المجردة أو المنظار أو التلسكوب.

وظاهرة احتجاب المريخ سترصد فى المملكة المغربية وجمهورية موريتانيا قبل شروق الشمس بالإضافة لوسط أمريكا الجنوبية.

أما في بقية المناطق العربية سيرصد الحدث كاقتران فقط بين القمر والمريخ، حيث سيفصل بينهما حوالي درجة واحدة قبل شروق الشمس ولكن لن يشاهد الاحتجاب نظرا لحدوثه في سماء النهار في هذه المناطق حيث يطمس ضوء الشمس الأضواء الطبيعية في قبة السماء.

وكشفت الجمعية الفلكية بجدة في تقرير لها، أن المريخ سيختفي خلف الجزء المضاء من قرص القمر وسيعود للظهور من الطرف المظلم، فخلال هذه الحدث سيكون القمر في طور الأحدب المتناقص ومضاء بنسبة 87.5 % في حين يبلغ لمعان المريخ (- 1.8) ، وعلى عكس احتجابات النجوم حيث يختفى النجم فجأة، فإن احتجاجات الكواكب تكون بطيئة، ففي فجر الاحد سيستغرق القمر عدة ثواني لتغطية المريخ بالكامل وفترة زمنية مماثلة عند ظهوره من جديد.

وسيتمكن الراصدون في مدينة نواكشوط الموريتانية من رصد الظاهرة وذلك مع بداية الاحتجاب الجزئي للمريخ عند الساعة (04:46:53 ص) – حسب التوقيت المحلي – يتبع ذلك الاحتجاب الكلي الساعة (04:47:57 ص) وسيبقى الكوكب خلف القمر إلى أن يعود للظهور من ( أسفل القمر بالنسبة للراصد) وينتهي الاحتجاب الكلي الساعة (06:21:53 ص) يتبع ذلك نهاية الاحتجاب الجزئي (06:22:52 ص).

بالإضافة لرصد الظاهرة بعدة مناطق مغربية، ففي مدينة الرباط سيبدأ الاحتجاب الجزئي – حسب التوقيت المحلي– عند الساعة (06:34:18 ص) يتبع ذلك الاحتجاب الكلي الساعة (06:35:36 ص) وسيعود الكوكب للظهور من ( اسفل القمر بالنسبة للراصد) بالتزامن مع شروق الشمس.

بشكل عام سيبدو المريخ والقمر قريبين من بعضهما البعض وهذا فقط على قبة السماء لانهما يقعان على طول نفس خط الرؤية كما يشاهد من الأرض، فالقمر على يبعد مسافة 405.483 كيلومتر، بينما المريخ أبعد على مسافة 71 مليون كيلومتر في الوقت الحالي.

الاحتجاب حدث فلكي يتم عندما يختفي جسم سماوي بواسطة جسم سماوي اخر يمر بينه وبين الراصد وعادة يستخدم مصطلح احتجاب عندما يمر القمر أمام أحد النجوم أو الكواكب الواقعة في دائرة البروج، ولا يمكن رؤية الاحتجاب إلا من جزء صغير من سطح الأرض نظرًا لأن القمر أقرب كثيرًا إلى الأرض من الأجرام السماوية الأخرى، لذلك فإن موقعه الدقيق في السماء يختلف اعتمادًا على موقعك على الأرض، فهو يختلف كما يُرى من نقطتين على جانبي الأرض بمقدار درجتين ، أو أربعة أضعاف قطر البدر.

ويعني أنه إذا تم اصطفاف القمر ليمر أمام كوكب أو نجم لراصد على احد جانبي الأرض، فسيظهر على بعد درجتين من ذلك الجسم على الجانب الآخر من الأرض، لذلك بالنسبة لبقية العالم، سيبدو القمر يمر بالقرب من الكوكب الأحمر فقط .

عادة ما تحدث حالات الاحتجاب للنجوم والكواكب الساطعة عدة مرات في السنة ، وغالبًا ما تتجمع عدة حالات احتجاب لنفس الجسم في أشهر متتالية ، نظرًا لأن القمر يتتبع نفس المسار تقريبًا عبر السماء كل شهر، وتنتهي السلسلة من الاحتجاجات بعد بضعة أشهر ، عندما يتغير مسار القمر عبر السماء.

ويعتبر كوكب المريخ هدفا رئيسيا للاهتمام في عام 2020 حيث سيقع في التقابل واقرب مسافة من الارض في اكتوبر ، ما يعني بان هذا الصيف كان موسم اطلاق المركبات الفضائية ، حيث تقوم الان عدة بعثات بالسفر الى الكوكب الأحمر بما في ذلك المسبار ( مارس 2020 روفر ) التابع لوكالة ناسا، و اول مركبة مدارية ومسبار متجول للصين ، مسبار الأمل التابع لدولة الامارات العربية المتحدة.

وأوضح التقرير أنه توجد خمسة احتجابات للمريخ في العام 2020 ، لكن حدث 6 سبتمبر هو الحدث الوحيد المشاهد في أجزاء من الوطن العربي

وفى سياق أخر، يصل كوكب المريخ إلى حالة التقابل وأقرب مسافة من الكرة الأرضية في النصف الثاني من شهر أكتوبر 2020، ويشاع بأن الكوكب سيظهر للراصد بالعين المجردة كبيرا مثل القمر البدر في سماء الارض وان المنظر سيكون جميلا واننا سوف نشاهده مره في حياتنا.

علمياً لا يمكن مطلقاً لكوكب المريخ ان يظهر للعين المجردة كالقمر البدر في سماء الأرض للعين المجردة مهما كانت المسافة بينه وبين كوكبنا، وكما يشاهد من الأرض عندما يكون المريخ جنبا إلى جنب مع القمر البدر، فإن قطر المريخ حوالي 1 / 140 قطر القمر البدر وهذا يعني بأن هناك حاجة لوضع حوالي 140 كواكب مثل المريخ متراصة جنباً إلى جنب لبلوغ قطر القمر

وبشكل عام حجم كوكب المريخ أصغر من الأرض ولكنه أكبر من القمر ، إلا ان المريخ ابعد بكثير عن الأرض، فالقمر يبعد عن الأرض حوالي ثانية ضوئية، فالضوء الذي يتحرك بسرعة 186.000 ميل بالثانية عندما ينعكس عن سطح القمر يستغرق حوالي ثانية ليصل إلينا هنا على الأرض.

أما الضوء المنعكس عن المريخ يستغرق وقت أطول بقليل ليصل إلى الأرض من حوالي بضعة دقائق الى 20 دقيقة وهذا الاختلاف نتيجة لأن الأرض والمريخ يتحركان حول الشمس ، فعندما يكون المريخ والأرض في نفس الجانب من الشمس تكون المسافة بينهما أقل بعكس عندما يكون كلا منهما في جانب مختلف من الشمس .

إن ظاهرة تقابل المريخ ووقوعة في أقرب مسافة تستحق الرصد لأن هذا الكوكب في هذا الوقت يكون قرصه مضاء بالكامل بنور الشمس، وهو الوحيد الذي يمكن رؤية تفاصيل سطحه من الأرض، اما عطارد فهو صغير جداً أما الكوكب الاخرى فهي مغطاة بالغيوم، لذلك فهو حدث مثالي للجميع حيث سيكون المريخ مرئياً بشكل واضح ومميز طوال الليل ويسهل تحديده في قبة السماء.

عند رصد المريخ بالعين المجردة سوف يبدو كنقطة ضوئية بلون برتقالي أحمر الذي يميز هذا الكوكب، وعند استخدام المنظار سوف يظهر ايضا كنقطة ضوئية بدون معالم واضحة تماماً وكأنك تنظر اليه بالعين المجردة، لذلك فإن المناظير لا تصلح لرصد المريخ، لذلك هناك حاجة لاستخدام تلسكوب مقاس 8 بوصات على الأقل لرؤية معالم الكوكب بوضوح.

جدير بالذكر أن إشاعة ظهور المريخ بحجم القمر البدر بدأت في 2003 ، ففي 27 أغسطس من ذلك العام كانت الأرض والمريخ في أقرب مسافة بينهما وهي الأقرب منذ 60.000 سنة، حيث كانت المسافة بين مركز الأرض ومركز المريخ أقل من 35 مليون ميل ولكن في النهاية ظهر المريخ مجرد نقطة ضوئية ساطعة فقط للعين المجردة ولم يكن كبيرا كالقمر البدر ، ولكن الاشاعه والخرافة تجد دائما من يروج لها.

إغلاق القائمة