نوفمبر 26, 2024 6:18 م

يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البحث عن معادن على سطح القمر، فقد وقع مؤخرا أمرا تنفيذيا مضمونه أن للولايات المتحدة الحق في استكشاف موارد الفضاء الخارجي واستغلالها.

وتضمن الأمر التنفيذي مبدأ يقول إن الولايات المتحدة ليست بحاجة لاتفاقيات دولية من أجل استغلال سطح القمر.

لكن لماذا يريد ترامب التعدين على سطح القمر؟ وما هي فوائد ذلك؟

‘التوسع خارج الأرض”

تقول ساره كروداس، وهي صحفية مختصة في شؤون الفضاء، إن استغلال سطح القمر سيساعد البشر على السفر عبر الفضاء والوصول إلى المريخ مثلا.

وتشير إلى أن القمر قد يصبح بمثابة محطة للتزود بالوقود، لأن فيه مصادر لوقود الصواريخ، كالهيدروجين والأكسجين.

وتوضح أن وجود محطة وقود في الفضاء سيمكن الصواريخ من السفر مسافات إضافية في الفضاء قبل القلق من نفاد الوقود.

وتضيف: “نحن بحاجة لأخذ كل ما نحتاجه حين السفر للفضاء. من الضروري استكشاف الفضاء بسبب غنائه بالمواد المفيدة لكوكبنا”.

ويشير البروفيسور بنجامين سافاكو ، وهو مختص بسياسات الطاقة في جامعة سسكس، إلى أن العالم يتجه نحو مصادر الطاقة المتجددة بسبب التغير المناخي، وهو بحاجة لتلك المصادر.

ويضيف “نحن الآن نستهلك المصادر التي نملكها”.

ويقول إن تعدين مواد أخرى في الفضاء يمكن أن يساعد في تصنيع السيارات الكهربائية مثلا، التي ىستساعد البيئة.

ويضيف: “معادن نحتاجها للصناعة مثل الليثيوم والكوبلت متوفرة بشكل رئيسي في أماكن مثل الصين وروسيا والكونغو، ويصعب الحصول عليها”.

ويقول إنه قد يكون من الصعب الحصول على المواد من مصادر مختلفة حول العالم، وكل واحد منها له قوانينه، بينما التعدين على سطح القمر قد يكون أسهل.

وتقول ساره إن تعدين هذه المواد في أماكن كالكونغو يجري في ظروف مرعبة.

لكن البروفيسور سافاكو يحذر من أن استغلال سطح القمر لن يوفر حلولا سريعة لمشاكل التغير المناخي.

 

التوتر الصيني الأمريكي

أحد الأسباب التي تقف وراء قرار الرئيس ترامب البحث عن معادن على سطح القمر قد يكون صعوبة وصول الولايات المتحدة للمعادن مقارنة بالدول الأخرى.

ويقول سافاكو “خسرت الولايات المتحدة السباق، سبقتها روسيا والصين”.

والآن تبيع الصين المعادن التي تستخرجها في أنحاء العالم.

ويقول: “سيكون مغريا للرئيس ترامب الحصول على المعادن من أماكن لا يوجد فيها الصينيون”.

وشهدت العلاقات الصينية الأمريكية توترا منذ وصول الرئيس ترامب إلى السلطة، ويقول سافاكو إن هذه فرصته ليستعرض قيادته ورياديته.

ماذا عن الجانب القانوني؟

كان الرئيس ترامب واضحا في قوله إن القانون الدولي لن يقف عائقا، لكن القوانين التي تتعلق فيما يمكن للبشر فعله في الفضاء ليست واضحة.

وترى ساره أن قوانين الفضاء تتشكل وتتغير مع الوقت.

لا بلد يستطيع أن يدعي ملكيته للقمر، لكن لو ذهبت إلى هناك ووجدت منجما فهو ملكك.

ويقول سافاكو إن التغير المناخي قد يجبرنا على استكشاف الفضاء الخارجي.

ويضيف أن أحد الحجج التي تساق في هذا السياق أننا دمرنا الأرض، وأن استكشاف الفضاء هو البديل الوحيد.

هل سيحدث هذا في المستقبل المنظور؟

ترى ساره أن التكنولوجيا اللازمة متوفرة والتقدم سريع بسبب وجود عدة شركات متخصصة.

وكانت هذه النشاطات ممولة من الحكومات في السابق، لكن مع دخول الشركات الخاصة إلى الساحة هناك الآن أموال وطموحات أكثر.

وترى ساره أننا سنشهد تقدما كبيرا في التعدين على سطح القمر وفي مجاهل البحار وسنشهد زيارة البشر للمريخ.

لكن سافاكو يقول إنه من المهم أيضا استخدام التطور التكنولوجي لاستغلال الموارد على الأرض.

ويرى أنه من الضروري تطوير المناجم المتوفرة حاليا في أعماق البحار كالغاز، ثم يمكن بعد ذلك التوجه للقمر.

ويعتقد سافاكو أن التعدين على سطح القمر يحتاج إلى 10 أو 15 سنة ، وسيعتمد مستقبله على عدة عوامل، منها توفر الأموال.

إغلاق القائمة