تسبب تدفق منظم لموجات راديو من مكان غامض في الفضاء تصل إلى الأرض بمواعيد محددة، في حدوث جدل كبير في الأوساط العلمية العالمية حول أسبابها ومصادرها. وكشفت دراسة حديثة أن دورة الرشقات الراديوية التي تستقبلها الأرض كل 157 يومًا، بشكل منتظم، قادمة من نفس المكان في الفضاء البعيد. وأشار الباحثون إلى أن هذه الموجات الراديوية قصيرة جدا (FRB)، لكنها نبضات شديدة القوة، حيث تم اكتشافها لأول مرة في عام 2007.
وبحسب صحيفة “space” المتخصصة بعلوم الفضاء، أثارت هذه الموجات منذ اكتشافها الكثير من التساؤلات حول مصدرها، حيث اعتبر بعضهم أنها من الممكن أن تكون رسالة من “حضارة غريبة” تحاول الاتصال بكوكب الأرض. ودرس باحثون من جامعة “مانشستر” البريطانية البيانات التي سجلتها مراصد المراقبة والتلسكوبات في مراصد تلسكوب “لوفيل” في محاولة لفهم هذه الإشارات غير العادية. وعلى مدى 4 سنوات، راقب علماء الفلك عن طريق التلسكوب هذه الرشقات الراديوية والتي أطلق عليها الرمز “FRB 121102”.
واكتشف الباحثون أن هذه الموجات القصيرة تختلف بطبيعتها عن نحو 100 موجة أخرى اكتشفت حتى اليوم، حيث تبث لمدة 90 يوما متواصلة، وتختفي لمدة 67 يوما التالية، قبل تكرار الدورة مرة أخرى.
https://www.soulask.com/mysterious-fast-radio-bursts-repeated-every-157-days/
وكتب فريق البحث في ورقة علمية نشرت حديثا: “نتوقع أن المصدر (مغلق) في الوقت الحالي وأنه يجب أن يعود للبث قبل 28 أغسطس/ آب المقبل”. ونوه الفريق إلى أن ثبات هذه الإشارات وبثها بشكل منتظم ساعد الفريق على استبعاد بعض أصول هذه الظاهرة الفلكية الغامضة. وكتب المؤلفون: “إن اكتشاف أن تكرار بعض انفجارات الراديو السريع (FRBs) على الأقل قد استبعد أحداثًا كارثية مثل الانفجارات الكونية”. وبحسب علماء الفلك، فإن معظم هذه الانفجارات تندلع مرة واحدة فقط ثم لا تُرى مرة أخرى مطلقًا، مما يجعل من المستحيل التنبؤ بها”.
ونوه الباحثون إلى أن وجود تسلسل منتظم في نشاط الرشقة أو الموجة يمكن أن يعني أن الرشقات القوية مرتبطة بالظاهرة الكونية الواسعة النطاق تعمل بشكل مستمر، يمكن أن تكون على سبيل المثال، متعلقة بالحركة المدارية لنجم ضخم أو نجم نيوتروني في نظام ثنائي أو ثقب أسود، أو ناتجة عن تمايل في محور الدوران لنجم نيوتروني ممغنط للغاية.
وعند اكتشاف الموجة الراديوية الأولى في عام 2007، اعتقد بعضهم أنها حدث محدد لمرة واحدة مرتبط بانفجار نجم ضخم، لكن الظاهرة تكررت في أعوام 2012 وفي عام 2016، ما أثار الكثير من التساؤلات.